التدريس التشخيصي
مفهومه هو الوقوف على العوامل التي تحد من تحقيق الأهداف ثم محاولة خلق بيئة تعليمية أو برمجيات حاسوبية من خلالها يمكن الحد من المشكلات والصعوبات وتحقيق الأهداف المرجوة في الاتجاه المرغوب وهذا يتطلب إصدار أحكام واتخاذ قرارات تعليمية لأنها هي نقطة الانطلاق التي تصحح منها مسارات التعلم ، والتدريس التشخيصي التصحيحي امتداد لعملية التقويم الصفي والذي فيه يواجه المعلم المشكلات والصعوبات التي تعوق حدوث التعلم في الاتجاه الصحيح وذلك بتوظيف الإمكانيات الهائلة للحاسب الآلي بالبحث عن أفضل الطرق والأساليب والأنشطة التي تناسب المتعلم من حيث قدراته واستعداداته وميوله وحاجاته وأنماط تعلمه بقصد التغلب على صعوبات التعلم التي يقع فيها المتعلمين أثناء التفاعل مع فروع المعرفة المختلفة من خلال موقف جماعي صفي تعليمي وكذلك مراعاة المشكلات الفردية في حالاتها الخاصة إذا استدعي الأمر لذلك ، والتدريس التشخيصي هنا موجه للطلاب الذين يسلكون بطريقة أقل من المتوقعة ولديهم صعوبات تعليمية يمكن علاجها من خلال موقف جماعي أو من خلال حصة تدريسية عادية
أسباب وعوامل صعوبات التعلم هذه الأسباب لا توجد منفردة بل تتشابك وتتفاعل معا لتولد مصدر صعوبات التعلم وإن فشل المتعلم يرجع لأسباب عديدة منها عوامل داخلية في المتعلم وعوامل مرتبطة بالفصل الدراسي والمدرسة وعوامل خارج المدرسة مثل الأسرة والأصدقاء
· المستوى الاقتصادي والتعليمي للأسرة ومتابعة المنزل للأعمال المدرسية للمتعلم
· طبيعة المادة التعليمية وطريقة تدريسها وسرعة تقديمها والأنشطة التعليمية
· الظروف المكانية والطبيعة المحيطة بالمتعلم داخل الفصل
· عدم مشاركة المتعلم في حدوث التعلم وفي طريقة التقويم
· التعلم السابق لدي المتعلم والعوامل الصحية والنفسية
· الكتاب المدرسي وطريقة عرضه وإخراجه
· القيود والبيئة داخل الفصل وتسلط المعلم
· عوامل نفسية أو داخلية مرتبطة بالمتعلم
· عدم وجود دافعية لدى المتعلم
المعلم يقع على كاهله الكثير من مسئولية فشل المتعلم في تحقيق الأهداف، والمعلم الناجح هو الذي يجري دراسات تقويمية من آن لأخر للوقوف على مدى تحقق الأهداف ومعرفة العوائق المختلفة التي تعوق تحقيقها للوصول إلى أفضل المخرجات التعليمية وفي أقل وقت ممكن كذلك على المعلم التدريس وفق الحاجة التي تظهرها الدراسات التقويمية التشخيصية لسلوك المتعلمين مثل الاختبارات التشخيصية التحريرية والملاحظة الدقيقة المنظمة والمقابلة الفردية وتفاعل المتعلمين واستفساراتهم وسلوكهم الصفي ومدى استعداداتهم للمشاركة وبعض تعبيراتهم الغير لفظية
وفي ضوء تشخيص المعلم لجوانب التعلم يتم اتخاذ قرارات تعليمية بشان حجم التدريبات والأنشطة التعليمية والوقت والمكان المناسبان وإعادة التدريس وكيفية تقسيم الطلاب ونوع المادة التعليمية التي تناسب كل مجموعة ونوع الوسيلة التعليمية المناسبة ونوع وحجم المساعدات والتوجيهات اللازمة وكذلك خلق بيئات تعليمية متنوعة لمواجهة الفروق الفردية
§ أحد استخدامات الحاسب الآلي هي مواجهة صعوبات التعلم حيث يمكن أن يقوم بدور التشخيص ومعالجة صعوبات التعلم وإعطاء علاجات فردية لكل متعلم عن طريق البرمجيات التشخيصية التفرعية وعند بناء برمجية تعليمية يجب مراعاة أنها تخاطب المتعلمين بجميع مستوياتهم
§ حب المادة التعليمية يعتمد على نوع تفكير المتعلم نفسه ويحدث التعلم إذا حدث توافق بين البناء المفاهيمي للمتعلم والبناء المفاهيمي للمادة التعليمية
إجراءات التشخيص التصحيحي العلاجي
التأكد من وجود مشكلة حقيقية بطريقة علمية دقيقة وتحديد مجالها العام ومن طرق ذلك :
· مقارنة أداء المتعلم بأدائه في المواد التعليمية الأخرى أو بأدائه في السنوات السابقة لنفس الموضوع أو بأدائه في فترات زمنية متباعدة أو بأداء زملائه
· ملاحظة أداء الطلاب باختلاف المعلمين والظروف المحيطة بكل معلم وكل مادة دراسية
· ملاحظة سلوك المتعلم عند التعامل مع جوانب من المواد الدراسية
· إجراء اختبارات تشخيصية لجانب معين من المادة الدراسية
· دراسة العوامل البيئية والاقتصادية والأسرية والجسمية
تحديد مناطق الخبرات التعليمية التي تمثل مشكلة حقيقية
يجب على المعلم وضع يده بكل دقة ووضوح على مناطق الخبرات التعليمية التي تمثل صعوبة في التعلم وذلك بالتحليل الدقيق لاستجابات المتعلمين ولذلك فالتشخيص الجيد عاملا مساعدا على وصف الدروس التصحيحية الدقيقة المناسبة القادرة على تقليل حجم المشكلة التعليمية ولذلك يجب الحذر من وصف علاجات غير مناسبة لطبيعة المشكلة وزيادة رغبة المتعلم في الهروب من التعلم
عمل التصحيح العلاجي المطلوب
لقد أشارت الدراسات إلى الدور الخطير الذي تلعبه الأسرة ومستواها الاقتصادي والتعليمي ودرجة الأهمية التي توفرها الأسرة تجاه تعلم المتعلم ، وعلى المعلم إدراك جميع العوامل المسببة لصعوبات التعلم وذلك لخلق بيئات تصحيحية علاجية سليمة ، وفشل المعلم في ذلك يجعله غير قادر على مواجهة تلك الصعوبات
مستويات تعقيد الصعوبات والمشكلات التعليمية
§ المستوى الأول وهي أبسط الصعوبات والتي تظهر في الموقف العادي داخل الفصل الدراسي ويستطيع المعلم والمتعلم التعامل معها بطريقة بسيطة مثل غياب المتعلم أثناء شرح درس معين
§ المستوى الثاني وهي الصعوبات المرتبطة بعدم قدرة المعلم العادي على مواجهتها مثل انخفاض مستوى تحصيل كل الفصل في مادة معينة
§ المستوى الثالث وهي الصعوبات المرتبطة بالنواحي السيكولوجية أو الفيزيائية أو الجسمانية أو العقلية مثل القصور في وظائف المخ
والخلاصة أن المعلم يتعرف على المشكلات والصعوبات التعليمية ثم يقوم بتصنيفها وفق درجة التعقيد أو في ضوء إمكانياته للتعامل معها أو تحويلها على الجهات المسئولة ثم اتخاذ قرارات تعليمية تتناسب مع حجم المشكلة وقد تأخذ الدروس العلاجية عدة صور منها :
إعادة التدريس بطريقة أخرى - استخدام مصادر تعليمية مناسبة - إجراء اتصالات مع الأسرة - عمل برمجيات تعليمية تهتم بالأنشطة وذلك باستخدام تكنولوجيا الوسائط المتعددة أو تكنولوجيا الواقع الافتراضي أو الفيديو التفاعلي أو استخدام الانترنت
خطوات بناء اختبار تشخيصي
الاختبار التشخيصي التحريري يركز على وحدة الفكرة ويكون طويل ولا زمن ولا درجات له ويقيس المشكلات لدى الطلاب
· اختيار نوع الأسئلة والأمثلة التي تقيس المهارات المختلفة حسب الهدف من التشخيص
· وضع خمسة مسائل مختلفة لكل نوع من المسائل أو المهارة لقياسها حتى يسهل تشخيص أنماط الصعوبة ودرجة حدوثها وظهورها لان كثرة الأسئلة تزيد من صدق نتائج الاختبار ويجب أن يكون لكل خمسة أسئلة هدف واحد فقط
· إعداد الاختبار في صورته النهائية وعدم وضع الأسئلة المتشابهة مع بعضها والأسئلة من نفس النوع توضع رأسية
· إعداد مفتاح الإجابة لكل نوع من الأسئلة حتى يسهل تصحيح الأداء وتحلل الإجابات بطريقة علمية دقيقة وواعية
تطبيق الاختبار التشخيصي
· أن يكون التطبيق مخطط ومدروس حتى نحصل على معلومات أكثر دقة وبالتالي تقديم علاجات مناسبة
· تشجيع المتعلم على الحل وتعريفه بان هذا الاختبار لتشخيص الصعوبات بقصد مساعدته في التغلب عليها
· ملاحظة المتعلم أثناء الاختبار للتعرف على الطريقة التي يؤدي بها الحل وكذلك حجم الثقة المتوفرة لديهم
· السماح للمتعلم بالمحاولة في جميع المسائل بغض النظر عن الوقت ولا يجب أن يكون الاختبار طويلا أكثر من اللازم
تفسير نتائج الاختبار التشخيصي
بعد إعداد الاختبار وتطبيقه يجب تطبيق مجموعة من المعايير لتحديد نوع الصعوبة وحجمها وفيما يلي تصنيف الأخطاء :
· إذا كان هناك أربعة أخطاء أو خمسة من الخمسة على مهارة معينة فهناك نمط معين يسمى خطأ ثابت أو من منظم
· إذا كان الخطأ في ثلاثة مسائل من الخمسة ولا يوجد نمط معين فيسمى خطأ عشوائي
· إذا كان هناك خطأ في مسألة أو أثنين من الخمسة فيسمى خطا عدم دقة
· والمهم هنا الصعوبة نفسها المرتبطة بالخطأ وليس الخطأ نفسه وهنا يأتي دور المعلم في تفسير تلك الأخطاء وصولا لنوع الصعوبة
ملخص الأخطاء
أخطاء ذات أنماط معينة - أخطاء ثابتة - عشوائية - عدم الدقة - صعوبات ترتبط بالحقائق الأساسية - ترك الأسئلة دون استجابة - صعوبات مرتبطة بالعمليات نفسها - أخطاء تسلسل وإجراءات الحل - أخطاء اختيار المعلومات والإجراءات المناسبة - أخطاء طريقة تسجيل الحل - استخدام إجراءات غير مقنعة وغير متفق عليها - أخطاء مرتبطة بترتيب خطوات الحل - أخطاء لها علاقة بعملية التعلم نفسها