الأهداف التربوية

الأهداف التربوية

التعلم :-هو إحداث تغير مقصود في السلوك في الاتجاه التربوي المرغوب أو في اتجاه الأهداف المرغوبة
الهدف :- هو وصف دقيق للأداء المستقبلي الذي سيقوم المتعلم بأدائه بعد الانتهاء من عملية التعلم ، ويكون الهدف مصاغ في عبارة تصف ما سيكون عليه سلوك المتعلم بعد اكتسابه الخبرة المطلوبة
الأهداف السلوكية تصف النتائج المقصودة من التعلم وتهتم بنتائج عمليتي التعليم والتعلم وهي صلب العملية التعليمية داخل الفصل الدراسي وصياغتها عملية دائمة ومتطورة وقابلة للتعديل والتغيير في أي لحظة من لحظات تقديم المادة التعليمية حيث يبدأ المعلم بمجموعة من الأهداف السلوكية المرنة والقابلة للتعديل والتغيير ثم يتقدم في تخطيطه للدرس وتحديد الأنشطة والخبرات التعليمية ثم يرجع بعد ذلك لتنقيح الأهداف وإعادة صياغتها ووضعها في صورتها النهائية المرنة أيضا ويكون دليله هو( المحتوى - الطريقة - الوسيلة - النشاط ) ، والأهداف هي موجهات السلوك وهي نقطة انطلاق أي برنامج وليس كل تغير في السلوك تعلم لأن التعلم هو التغير المقصود في السلوك والغير ناتج عن النضج
يمكن أن يحدث التعليم دون حدوث تعلم ، ولكن لابد من حدوث تغير مقصود في السلوك لحدوث التعلم
تصنيف الأهداف : ينقسم السلوك الإنساني إلى ثلاث مجموعات رئيسية وبالتالي يمكن تصنيف الأهداف السلوكية إلى :-
أهداف معرفية عقلية - أهداف انفعالية مزاجية أو وجدانية عاطفية - أهداف مهارية أو نفسي - حركية
ودراستها تساعد المعلم على الاهتمام بالمستويات المختلفة للسلوك ، ويجب أن يكون وقت الحصة شاملا على تلك المستويات من السلوك مع الاهتمام المتوازن بينهم

أولا : المجال المعرفي العقلي
المجال المعرفي الأكثر اهتماما لدى التربويين رغم الأهمية القصوى للمجال الانفعالي ، ويعتبر بلوم ورفاقه أول من قاموا بتصنيف السلوك المعرفي العقلي ، ويصنف السلوك من المحسوس السهل إلى المجرد المعقد وهو تصنيفا هرميا ، والمستويات الدنيا بالقاعدة والعليا بالقمة
1- مستوى المعرفة : يتضمن قدرة الفرد على تذكر وحفظ المعلومات وتكرارها خاصة التي سبق تعلمها سواء في الدرس الحالي أو في الدروس السابقة . حيث أن كل مادة لها البنية المعرفية الخاصة بها ، والمعرفة هي المخزون المعلوماتي عند المتعلم وعليه استرجاعها في المواقف المناسبة مثل معرفة المفاهيم - القواعد - القوانين - النظريات - العلاقات - الرموز مثال : تذكر قوانين الحركة بعجلة منتظمة - تذكر وحفظ قانون أوم
2- مستوى الفهم ( الفهم القرائي الواعي ) : يتضمن قدرة الفرد على تفسير أو إعادة صياغة أو ترجمة المعلومات من لغة إلى أخرى أو التنبؤ بأحداث بسيطة سبق تعلمها وقد تأخذ الترجمة أشكال كثيرة مثل تحويل اللغة اللفظية إلى صورة أو رسم بياني أو اللغة اللفظية إلى رمزية ويتطلب هذا السلوك المستوى الأول وبدونه قد يصعب الانتقال إلى المستويات العليا مثال : قراءة رسما بيانيا أو خريطة - وصف الطريقة المستخدمة لضبط درجة دقة شاشة الحاسب من الويندوز
3- مستوى التطبيق : يتضمن قدرة الفرد على استعمال أو تطبيق المعلومات والنظريات والقوانين والتعميمات والمهارات والقواعد في مواقف أخرى مشابهة ( تطبيق ) أو مواقف أخرى جديدة ( سلوك حل المشكلات ) مثال : تطبيق قواعد أو قانون أو تعميم في برهنة قضية معينة

4- مستوى التحليل : يتضمن قدرة الفرد على تقسيم المعلومات المعقدة إلى جزئيات صغيرة وبسيطة بحيث يمكن فهمها وإدراك العلاقة بينها ويتم تحليل المادة التعليمية من صورتها المركبة إلى صورة أبسط منها بشرط أن يكون المتعلم مدركا للعلاقات السببية التي تربط هذه الأجزاء مثال : تحليل مسألة إلى معطى ومطلوب ومعرفة العلاقات بينهما

5- مستوى التركيب : يتضمن قدرة الفرد على إعادة الأجزاء التي تم تحليلها إلى بعضها مرة أخرى لتشكل كل جديد يختلف عن الكل السابق مثال : استنتاج صحة قضية - كتابة قصة قصيرة

6- مستوى التقويم : يتضمن قدرة الفرد على إصدار أحكام أو عمل تقديرات وفق المعلومات المتاحة أو وفق بعض المعايير الداخلية أو الخارجية مثال : حل مشكلة ما - إصدار حكم على الدقة الداخلية لمسألة معينة

ثانيا : المجال الانفعالي أو العاطفي
يهتم بالاتجاهات والقيم والانفعالات والاحترام والاستجابة .... ، وهو يمثل أهمية قصوى لما يمكن أن يحدثه في التعلم الحالي والمستقبلي ، وقد قُسم هذا المجال إلى :

1- الاستقبال : يتضمن الرغبة في الانتباه لحدث أو نشاط صفي أو غير صفي مثل الانتباه عند مشاهدة برنامج

2- الاستجابة : تتضمن الرغبة للتعامل مع الأحداث بالمشاركة الفعلية أو الوجدانية مثل حضور المتعلم لقاء معين

3- القيمة : تتضمن الرغبة في قبول حدث أو عمل معين من خلال التعبير مثل مساعدة المتعلم لمجموعة من زملائه في مجال ما

4- التنظيم : يتضمن الرغبة في تنظيم مجموعة من القيم الخاصة بمواقف تعليمية وتحديد العلاقات بينها وكذلك قبول المتعلم لهذا التنظيم مثل أن يقرر المتعلم الحضور عند تحديد المقابلة الثانية بين المتعلمين

5- التصنف بواسطة القيم المركبة : ويتضمن سلوك المتعلم بطريقة ثابتة وفق القيم التي يقبلها ، ويساعد ذلك في تحديد شخصيته في الاستجابة للمواقف المختلفة مثل استمرار المتعلم في مشاركة أعمال معينة لعدة سنوات دون تقصير

ثالثا : المجال النفسي - حركي أو المهاري
السلوك المهاري يمكن ملاحظته ووصفه وقياسه بطريقة سهلة ويعالج التوافق بين المهارات المستخدمة بالاتفاق مع نظام العضلات وقُسم إلى :

1- المستوى الأول : ويشمل حركات الجسم العادي وحركات الأرجل والأكتاف والأقدام مثل السباحة

2- المستوى الثاني : ويشمل الحركات التوافقية النهائية بين اليد والأصابع والرجل والعين مثل قطع الخشب بالمنشار

3- المستوى الثالث : ويشمل الاتصال غير اللفظي مثل التعبيرات الوجهية وحركات الجسم مثل التمثيل بطريقة صامتة

4- المستوى الرابع : ويشمل سلوك التحدث ويتضمن إنتاج وإسقاط معاني الأصوات مع حدوث نوع من التوافق بين الإيماءات والتلميحات والصوت مثل تقديم قراءات أدبية مرتبطة بالتلميحات

- إن الهدف السلوكي الواحد من الممكن أن يقع في تصنيفين أو في أكثر من تصنيف واحد ، ويجب أن يسبق التعلم وجود اتجاهات إيجابية نحو المادة الدراسية المراد تعلمها ، ويجب أن نهتم بالتوازن بين العمليات العقلية الدنيا والعمليات العقلية العليا وكذلك بين مستويات السلوك الإنساني ومجالاته المختلفة (معرفي - إنفعالي - مهاري)

أهمية تحديد الأهداف السلوكية :
1- تساعد في اختيار أو تصميم المحتوى التعليمي والإجراءات والطرق والوسائل المختلفة : فإذا كانت الأهداف غير معرفة تعريفا جيدا وتفتقر للوضوح فعادة ما نجد صعوبة في تحديد عناصر العملية التعليمية
2- تساعد في تقييم أو تقويم مقدار النجاح الذي يحرزه المتعلم تجاه الأهداف : فإذا لم تكن الأهداف واضحة ومصاغة بطريقة سلوكية إجرائية فقد يجد المعلم صعوبة في تحديد نوع الأسئلة وحجمها ووقت طرحها للتعرف على مقدار التقدم الذي يحرزه المتعلم تجاه الأهداف
3- تساعد في تنظيم المتعلم لمجهوداته وأنشطته بقصد الوصول إلى تحقيق ما يراد إنجازه : حيث أن وضوح الهدف أمام المتعلم والمعلم على جميع المستويات التعليمية يساعد في تقرير واختيار وتنظيم أنواع الأنشطة المختلفة التي تؤهلهم للوصول إلى تحقيق أهداف المادة التعليمية وكذلك في تقرير الطرق والوسائل وذلك يساعد على سرعة إنجاز التعلم وتقليل الجهد المبذول
4- تساعد في تفكير المتعلم بطريقة أكثر عمقا وجدية لدرايته بالمخرجات المطلوبة : لان المتعلم يبذل الجهد والوقت للوصول إلى المخرجات

خطوات ومعايير صياغة الأهداف السلوكية : أن + فعل سلوكي + المتعلم + محتوى الهدف + معيار الأداء

§ بدأ الهدف بالفعل السلوكي الذي يصف السلوك المرغوب أو النشاط المطلوب من المتعلم بطريقة دقيقة وواضحة
§ وضع محتوى الهدف بعد الفعل السلوكي وفيه يتم وصف المادة التعليمية التي سيحاول الهدف علاجها
§ وضع مستوى الأداء وفيه يشير إلى الحد الأدنى للسلوك بطريقة يمكن قياسها أو ملاحظتها
§ يجب أن يصاغ الهدف السلوكي بلغة المستقبل لأن السلوك المتوقع سلوك مستقبلي
§ وضع شروط يمكن في ضوئها الحكم بأن الهدف تحقق أم لا
§ يجب أن يصاغ الهدف السلوكي من وجهة نظر المتعلم نفسه

مميزات صياغة الأهداف السلوكية :
§ تساعد في تعريف المتعلمين بمستويات السلوك أو الأداء المطلوب منهم وكذلك تحديد نوع ومدى الأنشطة التعليمية
§ تساعد المعلمين في تحديد أفضل وسائل الاتصال التربوي وفي وضع إطار علمي دقيق للمنهج أو للدرس
§ تساعد على اختيار وترتيب الخبرات التعليمية وكذلك تحديد أسس تقويم أداء المتعلم

عيوب صياغة الأهداف السلوكية :
§ غالبا ما تهتم الأهداف السلوكية بالجوانب المعرفية والمهارية مع تجاهل كامل للجانب الانفعالي لصعوبة قياسه
§ في بعض الأحيان نجد صعوبة في صياغة أهداف سلوكية يصعب بها تحديد نوعية المخرج التعليمي
§ غالبا ما نجد أن أغلب الأهداف السلوكية تهتم بالمستويات الدنيا للسلوك وتهمل المستويات العليا
§ قد تحد من حرية المعلم وابتكاريته وتفاعله مع الطلاب وفي إصدار أحكام على التعلم الإنساني
معايير الأهداف :
§ أن تصاغ الأهداف بصورة عامة في البداية ثم بعد ذلك تحليلها حتى نصل إلى أهداف سلوكية إجرائية مرتبطة بجميع جوانب التعلم
§ أن تكون شاملة لجميع نتائج التعلم المتوقعة للنمو الكامل لشخصية المتعلم وأن تستند إلى فلسفة تربوية واجتماعية معينة
§ أن تساير أهداف المادة والمنهج وأهداف الخطة الشاملة للتربية والنواحي الاقتصادية والاجتماعية
§ أن يصف الهدف كل نوع من السلوك والمحتوى والمعيار الذي في ضوئه يتم الحكم عليه
§ أن تكون غير متناقضة بل تدعو إلى النواحي المختلفة للسلوك ومراعاة التوازن بينهم