التعليم والتعلم لتنمية التفكير بالبرمجيات التعليمية
هل يعتبر الإبداع حالة خاصة أم اتجاها ، إن كل طفل من الأطفال لديه قدر من الإبداع في مرحلة الطفولة ، إلا أن القلة القليلة من هؤلاء تحتفظ بهذا القدر من الإبداع
•وعندما نتحدث عن الإبداع ينبغي ألا ننسي الاتجاه الحديث الذي يقوده ( جوزيف رين زولي ) فهو يعتقد أن الإبداع موجود بصورة عامة لدي الأطفال ، إلا أنه نادر الوجود لدي الراشدين ، إن التفكير المنطلق يتضمن توليد معلومات جديدة من معلومات معطاة ، بينما التفكير النمطي فتكون المعلومات في إطاره جاهزة وكافية لأن تحدد إجابة واحدة وصحيحة
• ويرتبط الإبداع وفق ما يراه ( جيل فورد ) بالتفكير المنطلق الذي يتضمن جملة من الخصائص كالمرونة والطلاقة والأصالة ويربط ( جيل فورد ) أيضا ، عامل الحساسية تجاه المشكلات بالإبداع ، حيث يصنف هذا العامل في مجموعة الاستعدادات التقويمية ، بينما يندرج عامل التعريف أو إعادة البناء تحت إطار مجموعة التفكير النمطي
• هناك اتفاق شبه عام بين الباحثين على أنه من أجل تحقيق نتائج إبداعية عالية لابد من حد أدنى من الذكاء يختلف من مجال إلي أخر من مجالات النشاط وعندما يتجاوز الذكاء حد معينا فإنه ليس ضروريا أن يقود إلي النمو في الإبداع ، إن الاستعمال الفعال للذكاء وبخاصة استعمال المبدع له يرتبط ارتباطا وثيقا بمتغيرات الاستعداد ، ودافعية ، والاهتمام الخ ، إن للدافعية الداخلية دورا حاسما في عملية الإبداع ، ولا يعني هذا أن الدوافع الخارجية ليس لها وجود في تلك العملية ، بل يعني أن العامل الأساسي لعملية الإبداع هو الدافعية الداخلية ، إن الدافعية الداخلية ، إضافة للدافعية الخارجية يجب أن تجد مكانا في المجتمع حيث أن الباعث القوي لعملية الإبداع ينطلق من الحاجات الاجتماعية التي تتلاءم مع الحاجات الشخصية ، أضف إلي ذلك أن هناك سمة أخرى للشخصية المبدعة ، وهي اتجاه الفرد نحو العمل وبقدر ما يمنح الطفل إمكانية العفوية والاستقلالية يمكن أن يكون مبدعا فيما بعد وإبعاد العوامل التي تقوده إلي الصراع ، وتشجيع الاتصال ، والمخاطرة ، واختيار الصعب في الحدود المقبولة
•ويرى الباحثون أن النشاط الإبداعي الحقيقي للإنسان الناضج هو نتاج عملية طويلة يشكل إبداع الطفل الأساسي كما أعتبر الباحثون أن ظهور حب الاستطلاع والحيوية والتصور الفني والاتجاه نحو النشاط والبحث والحاجة إلي النجاح والتقويم الخ ، هي المحركات الأولية لأي فعل إنتاج أصيل عندما يتم بصورة تلقائية لدى الطفل
• وقد قامت البحوث في رومانيا على تنظيم صفوف تجريبية ( في الحساب ، والرسم ، واللغة الرومانية ، والأشغال العملية ) التي تلاءم الإمكانات العقلية والعاطفية والدافعية للتلاميذ مع توفير مناخ حر يحقق فيه التلاميذ حبا لإطلاعهم الطبيعي وحاجاتهم للاستقلالية والأنشطة والراحة وقد أعتبر الباحثون أن دراستهم قد كشفت عن إمكانية المدارس في جذب وإثارة وفتح القنوات لتطوير إبداع الأطفال حتى لو لم تحدث تغييرات جذرية في بنية المدارس وبرامجها التعليمية
عوامل قد تعوق الإبداع بصفة عامة وتقلل بالمهارات الإبداعية بصفة خاصة
استطاعت أمابيل من خلال دراساتها التوصل إلي ستة عوامل وهي كالأتي :-
1-التقويم المتوقع :- حيث تكون درجة الإبداع ، لدى الأفراد الذين يركزون على الكيفية التي ستجرى بها تقويم أعمالهم ، أقل من درجة الإبداع لدى الأفراد الذين لا يعيرون انتباها لمثل هذه المسائل
2-المراقبة والإشراف :- حيث يكون إنتاج الأفراد الذين يشعرون بأنهم يخضعون للإشراف والمراقبة ، أقل إبداعا وإتقانا من الأفراد الذين لا يشعرون بأنهم يخضعون للإشراف والمراقبة
3-المكافأة :- الأفراد الذين يقومون بأداء مهماتهم نظير مكافأة أو ضغوط خارجية ، تكون درجة إبداعهم أقل من الأفراد الذين يقومون بتلك المهام دون انتظار مكافأة ، أو دون تعرضهم لضغوط خارجية
4-المنافسة :- الأفراد الذين يشعرون بتهديد مباشر في أعمالهم ومنافسة الآخرين من الزملاء ، أقل إبداعا من الأشخاص الذين لا يعيرون المنافسة بالا أو اهتماما
5-الاختيار المقيد :- الأفراد الذين يقومون بمهمات محددة ، ومقيدة بشروط معينة ، أقل إبداعا من الأفراد الذين تترك لهم حرية اختيار المهمات والقيام بها بالكيفية التي يرغبونها
6-التوجه الخارجي :- الأفراد الذين يهتمون بالعوامل الخارجية التي تؤثر في أداء المهمات التي يقومون بها ، أقل إبداعا من الأفراد الذين يهتمون بالعوامل الداخلية التي تؤثر في تلك المهمات
العوامل التي تساعد على تنمية الإبداع والتفكير الإبتكاري
هناك اتفاق على أن لدى معظم الأفراد القدرة على الإبداع على الأقل في مراحل العمر المبكرة شروط تنمية هذا الإبداع:-
•التركيز على أهمية المبادرة الشخصية في الاكتشاف ، والملاحظة، وطرح الأسئلة والاستفسارات والإحساس ، والتصنيف والترجمة والاستدلال واختبار الاستدلال
•إعطاء الفرد الاستقلالية وإتاحة الفرصة أمامه لتحمل المسئولية
•البيئة الأكثر جذبا و تحفيزا ، إضافة ألي الدافعية الذاتية
•الخبرات التي تشجع وتسمح بعدد كبير من الأسئلة
•المواقف الغير مكتملة والمواقف المفتوحة
•إنتاج شيء ما والاستفادة منه في مراحل
وبالطبع يمكن للمدرسة أن تلعب دور ا مهما وفاعلا في تطوير الإبداع وتنميته وتقدمه ، ويمكننا أن نقول في هذا السياق أن الإبداع من السلوكيات التي يمكن أن يتعلمها الفرد
ويعطي ( كول ) على ذلك مثالا ، فيقول إذا كان الناس كالحواسيب ، فإنه ينبغي على المدرسة أن تقوم بعملية البرمجة التي تنظم المدخلات وطرق المعالجة والمخرجات ، حيث يتم ذلك التنظيم وفق نسق يحدده المعلم ( أو المبرمج ) و إلى جانب ذلك ينبغي برمجة العناصر الأخرى المرتبطة بهذه العمليات ، فالتنظيم الدقيق يساعد في استخدام المخرجات بصورة فاعلة
ويقترح ( تري فنجر ) نموذجا يمكن استخدامه لتنظيم مجال الاستراتيجيات الذي يتسم بالنمو السريع ، وذلك بهدف تحسين قدرات التفكير الإبداعي وحل المشكلات لدي الطلبة
ويشتمل نموذج ( تري فنجر) المقترح على ثلاثة مستويات هي :-
المستوى الأول :- يتعلم الطلبة كيفية استخدام أدوات التفكير الأساسي في توليد أفكار جديدة ، وتحليلها ، سواء كانت تلك الأفكار تنتمي إلي جانب الإبداع أو جانب الذكاء
المستوي الثاني :- يتيح للطلبة فرصة تطبيق أدوات التفكير الأساسي في التراكيب والبنيات المنتظمة والمعقدة ولعل أنشطة الخيال العلمي خير مثال على ذلك ، حيث تطبق تلك الأدوات في معالجة مشكلات يتوقع ظهورها في المستقبل
المستوى الثالث :- فإنه يعتبر موضع التركيز والاهتمام لأنه يتيح للطلبة إيجاد الحلول للمشكلات الحقيقية إلا أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار حصول الطلبة على الخبرات التي يتضمنها كل من المستوى الأول والثاني حتى يستطيعوا تحقيق النجاح
أنشطة المعلم الناجح في تنمية التفكير الإبتكاري
المعلم من وجهة نظر ( تري فنجر ) عامل مساعد في تقديم الخبرة ، ومنظم للخبرات المناسبة ، وعامل تشجيع وعامل بناء للخبرة ، هذا وقد أشار ( تري فنجر ) إلي وجود سلوكيات عامة لدي المعلمين الأكفاء ، وقد قام عدد من العلماء بوصف الأنشطة والمهمات التي يقوم بها المعلم الناجح في تنمية الإبداع ، والمتمثلة في ما يلي :-
•يقدم عدد كبير من الأنشطة التي تشجع على التفكير الإبداعي
•يستخدم بدرجة قليليه الأنشطة التي تعتمد على الذاكرة
•يستخدم التقويم بهدف التشخيص وليس بهدف إصدار حكم نهائي
•يتيح الفرص المناسبة التي تمكن الطالبة من استغلال المعرفة بصورة مبدعة
•يشجع التفكير التلقائي
•يهيئ جوا يسوده القبول والجذب
•يقدم مثيرات غنية وفعالة في بيئة متنوعة وغنية
•يهتم بالأصالة ويمنحها قيمة كبيرة
• يشجع الطلبة على طرح أفكارهم الجديدة واختبارها ولا يلجأ إلى تسخيف أو إهمال أي فكرة مطروحة
• يزود الطلبة بخبرات وممارسة لا يترتب عليها تقويم ، ويتيح للطلبة الفرصة المناسبة لإجراء تجاربهم
•يعلم الطلبة مهارات التفكير الإبداعي مثل ( الأصالة والطلاقة والمرونة وطريقة إيجاد الأفكار الجديدة وكيفية إصدار الأحكام ، وإدراك العلاقات وبناء الفرضيات ، والبحث في الدلائل )
•يعلم الطلبة مهارات البحث مثل ( المبادرة الذاتية للاكتشاف والملاحظة ، والتصنيف وطرح الأسئلة ، وتنظيم المعلومات واستخدامها ، والترجمة ، والقدرة علي التوضيح والعرض )
ويرى أندرسون وآخرون ضرورة توفر بعض الشروط لتطوير الإبداع وتنميته ومن هذه الشروط ما يلي :-
1.تزويد الفرد ببيئة غنية ذات مثيرات متنوعة
2.استخدام مواد تعليمية وطرق تدريس منسجمة مع بعضها من ناحية ومع حاجات الأفراد وميولهم من ناحية آخري
3.إتاحة المجال لظهور الفروق الفردية والذاتية بين الأشخاص ، من أجل خلق الظروف المناسبة للإبداع
4.إعداد المواد التعليمية بصورة تنطوي على عناصر الجذب والتشويق وأن يرعى في إعدادها أن تعل على مساعدة الأفراد في الاندماج في الأنشطة التي تقود إلي الإبداع
5.التقليل بقدر المستطاع مما يحدثه المعلمون من قلق وإزعاج للطلاب في غرفة الصف
6.التعامل مع الفروق الفردية والذاتية كعوامل تحد وليست كمواقف صراع
7.البحث عن العوامل القابلة للتكامل في الفروق الفردية والذاتية
8.محاولة الخروج بصيغ موجزة للمفاهيم