المرأة في مضمون الإعلام العربييجب إخراج المرأة من قمقم المنزل - المرأة كالرجل تماماً لذا يجب تحقيق المساواة بين الجنسين - علينا تحرير المرأة من سلطة الرجل ويجب إطلاق هذا المخلوق من أسر العبودية والتقاليد الدينية - هذه الشعارات التي تحولت إلى انحطاط فكري وقوالب منمقة جاهزة نسجت صورة قاتمة عن المرأة المكبلة بالأغلال والقيود والأعراف الاجتماعية والدينية هذه القوالب الجاهزة تدعو إلى تحرير المرأة من كل القيم والأعراف السائدة . إن الجاهلية التي كانت تئد الأنثى ها هي تعود لتخنق المرأة قبل ولادتها فهل تجد هذه الدعوات صدى في مجتمعاتنا؟
في الواقع نجد فرقاً وبوناً شاسعاً بين أنواع الانحطاط الفكرية السائدة والتي تطالب بالمساواة والحرية وبين القيم الاجتماعية السائدة في المرأة صفاتاً ونعوتاً، جمالاً وأنوثة ورقة مشاعر ووهج عواطف وقوة أحاسيس. إن ما نعتقد به قد يخالف ما نحب ونهوى وهكذا فصورة المرأة في مجتمعنا هي تلك الصورة التي نجدها في عالم المثل أو تلك التي تحدث عنها (شاتوبريان) في آدابه الرومانسية.
هي تلك الصورة التي تلبس لباس الأدب والفن وباسم الجمال والحب والأغراء واللذة الساقطة. هذه هي صورة المرأة في إعلامنا الذي تأثر بالغرب. وهذه هي صورة المرأة في أدبنا، وندواتنا، وأحاديثنا و... الخ. وهكذا فالجنس والجمال والأنوثة أصبحت من القيم التي تجد مكاناً لها في قلب الجمهور والمجلة والكتاب والفلم السينمائي والـ (CD) وعذر المخرج ( إن الجمهور عاوز كده) وحتى الصحيفة باتت تولي المرأة الأهمية الكبرىأما من حيث المعرفة فإن الأجزاء التي تدخل إلى الفكر تبقى نادرة وقليلة بل ومعدومة أمام الشوق والحب والميل الذي يدغدغ العواطف والنزعات. وإذا أردنا أن نعدل فنقول إن هذه النفس تنازع العقل وقد تمنعه كثيراً من أن يغرف من وعاء العلمهذه هي الحقيقة فإن الجمال أو الأنوثة بالإضافة إلى الشهرة تحتل مكانة هامة وذات قيمة في الأعلام وهنا يبرز دور نظرية فرويد التي تؤكد على أهمية استثارة الغرائز لتكوين الدوافع وتحريك النوازع الشهوانية عند الفرد، ودور وسائل الإعلام المرئية يكون غالباً خطيراً هذا بغض النظر عن بقية الوسائل غير المرئية التي تستطيع أن تساهم مساهمة جامحة في بناء صورة حالمة وقد تكون صورة شيطانية يشارك في صنعها خيال المستمع أو القارئ أو المشاهد الذي يترك لخياله وأحلامه العنان
أما في الشاشة المرئية فإن المشاهد وإن لم يشارك في صنع المرأة النموذج (المرأة المثال في الجمال والحب) حسب نظر وسائل الإعلام فإنه يرى في الكثير من الفاتنات كثيراً من الأغراء وقد يجد مثالاً يشده إليه ويهيم به ويعشقه وكثيراً ما عمدت المؤسسات والشركات إلى طبع صور الممثلات أو الجميلات على الملبوسات وحتى فوق بقية السلع الصغيرة والكبيرة فنجدها مثلاً في أوراق الطالب قد وجدت مكانها فوق قرطاسيته، وحتى فوق محفظته وحقيبته أو حتى في مسطرته وقد تتحول الصورة هنا إلى مصدر غني للخيال والأحلام فهي كصورة جامدة قد تتحول إلى مادة قابلة الاشتعال وتكون غنية بكل ما يميل إليه الطالب ويحبه في حين أن الصورة المرئية المتحركة صورة التلفاز مثلاً أو الأشرطة الممغنطة الـ ( CD) فهي تقدم قالباً جاهزاً غير قابل لأن تسقط عليه أحلامك
لقد تحولت المرأة إلى مصدر للأغراء والإثارة الجنسية والأحلام، وتحمل وسائل الإعلام بين طياتها بأن صورة المرأة النجمة هي الهالة هي القداسة وهي في سطوعها أشبه بالأسطورة هالتها تشبه النجوم في السماء وبالإيحاء يحاولون تأكيد هذه المغالطة لتزييف الحقائق وإشاعة جو الميوعة والفساد والانحلال وما ينتج عنها من أمراض خطيرة تصيب النفس والجسد هذه الصورة (المثالية) عن المرأة هذه الصورة الأسطورة لحواء لم تكن لتغري وتسحر الرجل فحسب بل إن هذا الجمال والسحر كما يقول خبراء الدعاية يغري حتى النساء وهكذا تظهر المرأة في الدعاية الموجهة لبنات جنسها في كثير من الأحيان وهي في أبهى حللها وأجمل زينتها ويلجأ صانعو الدعاية السينمائية إلى اختيار أشهر الوجوه السينمائية من الفاتنات ولذا فإن المرأة العصرية تخضع للعبودية وتكاد تكون مطلقة في بعض العادات المكتسبة وقد ارتضت الفتاة العصرية هذا الانحلال وسلكت سبيل الدعاية واختارت هذا النمط الحياتي وتركت ذاك
كما أنها تخلت عن كثير من القيم واستسلمت لقيم أخرى زينتها لها وسائل الإعلام والدعاية حتى أصبحت المرأة سجينة اختيارها وهواها سجينة اللون السائد لون الموضة التي جذبتها بقوة ولا تستطيع أن تخرج منها لأنها ارتضتها وما ارتضت كان أمراً مفروضاً من صناع الموهبة والفن والدعاية الذين ينسجون لها في كل يوم وفي كل عام الفستان الجديد ووسائل الزينة الحديثة والعادات العصرية والقيم الثقافية التي تحتل أرقى درجات الحداثة الحسناء في برجها العاجي من بنات الطبقة الارستقراطية هي الأقدر من غيرها التي تستطيع أن تشهر سيفها وبشكل سافر ضد الأخلاق السائدة وضد القيم في مجتمعها، طبعاً وسائل الإعلام ليست كلها شر وضرر محض إنما تحمل ايجابيات كثيرة في قضايا التعليم ولكن لها سلبيات ذات ضرر كبير على أجيالنا وإن صورة المرأة تعرض مع الإيحاء بأنها هي الصورة المثالية أو أنها الأنموذج للمرأة العصرية المرأة المتطورة المرأة المثال هذه هي صورة المرأة في وسائل الإعلام
ولتلافي ضرر وسائل الإعلام لابد من فتح قناة فضائية إسلامية خاصة بالمرأة تهتم بمشاكل المرأة وقضاياها الملحة وتعمل على معالجة ما يفسده الإعلام من قيم وأخلاق وعادات